Friday, January 4, 2008

الوطن يباع والوطني هو المستفيد

فى يوم ‏2007‏-12‏-26 كنت موجود امام احد اللجان (مدرسة احمد لطفى السيد) و ذللك اثناء اجراء انتخابات مجلس لشعب بدائرة المنيل علي المقعد الذي خلا باستقالة النائبه شاهيناز النجار وكان حزب الجبهه قد قدم مرشحه د:اشرف بلبع مرشحا عن الحزب لهذه الدائره

بمجرد وصولي الي اللجنه انا وفريق معي وجدنا عدد كبير من البلطجيه امام اللجنه حاولنا الانظهر اهتمامنا وبدأنا في المهمه التي جئنا من اجلها وهي تعريف الناخبين بحزب الجبهه ومرشحه

كان الاقبال ضعيف في السااعات الاولي من الانتخاباتولكن علي الرغم من ذلك كنت اشعر باستجابه طيبه ممن قدموا للادلاء باصواتهم وخصوصا ان عدد كبير منهم يعرف حزب الجبهه ورموزه مما جعلني اشعر بان المجهود الذي بذله الحزب سوف تكون نتائجه جيده.

ولكن كان واضح من اللحظه الاولي ان الحزب الوطني كان قد اعد خطه محكمه لتشويه صورة حزب الجبهه امام الناس الذين تعاطفوا معه وشعروا انه قد يفعل شيئا من اجل اصلاح مصر

بعد حوالي ساعتين ونصف من وصولنا امام اللجنه قام احد مندوبي الوطني او بلطجيته باجراء مكالمه هاتفيه بجانبي وقد استمعت اليه يقول(بتوع الجبهه عمليين شغل جامد مش هينفع كده يا باشا) ولم تمر نصف ساعه حتي بدأت الاتوبيسات تتوافد امام اللجنه كانت تلك الاتوبيسات محمله باعداد كبيره من البلطجيه و من فئات شديدة الفقر قام الركاب بالنزول لتبداء عملية توزببع البطاقات الانتخابيه المزوره (كان احد البلطجيه يحمل كيسا كبيرا يقوم يتوزيع البطاقات الانتخابه علي الوافدين) وبداء المزاد وقد كان المزاد علي اشده بين مندوبيمرشح الوطني اشرف علام ومندوبي المرشحه ايمان بيبرس وكانت هناك سيده تختفي كل عشر دقائق وتعود لتجر خلفها عدد كبير ممن جاوا لبيع اصواتهم.

سألت احد السيدات (انتي اخذتي فلوس يا حاجه؟؟؟؟؟ اجابتني بدون مراوغه نعم فسألتها هتنتخبي مين يا حاجه ؟؟؟

فأشارت الي صورة مجدي علام في ورقه تقبض عليها بيديها فسألتني هي بدورها؟؟ انتوا بتدفعوا كام ؟؟؟؟

فأجبت : احنا مبندفعش فلوس يا حاجه فتركتني وغادرت

بداء المزاد يزداد اشتعالا بين ايمان بيبرس ومجدي علام وانا اشعر بعجز شديد حاولت انا والفريق الذي كان معي ان نقوم بالتصوير ولكننا وجدنا حشودا من البلطجيه متربصه بنا تقوم بأفتعال المشاكل معنا كل لحظه فأدركنا ان ما نريده هو مستحيل

كاد ان يجن جنوني وكان الشعور بالعجز يتعاظم بداخلي وجدت احد ضباط الشرطه اسرعت اليه اخبرته بما يحدث فنظر الي نظرة سخريه وتركني ومضي في طريقه

بدأت الحشود تتوافد اكثر والاسعار ترتفع اكثر فاكثر مازلت اذكر صوت احدي السيدات التي جأئت وسألتني (هي الفلوس نأخذها منين؟؟) مازلت اتذكر سيده لم اقابلها مره في حياتي جائت تناديني بأسمي وتطلب مني ان اعطيها خمسة جنيهات مقابل عشرة اصوات تأتيني بهم

لقد وقفنا امام اللجنه انا ومن معي ساعات تعرضنا فيها لابشع انواع المضايقات من بلطجية الوطني وجدنا العقبات توضع امام كل من جاء لانتخاب مرشح الجبهه اتصل بنا زملانا من امام اللجان الاخري يخبروننا بان الامن المركزي يمنع وصول مؤيدي الجبهه الي الصناديق رأينا البطاقات الانتخابيه المزوره توزع علي الناس ولم اتأثر ولكن ما جعل فيضان من الحزن يندفه بداخلي هو الحشود الفقيره التي نجح الحزب الوطني في تحويلها الي متسوليين الشعور بالعجز وانا اري بلدي تباع امام عيني وانا عاجز لا استطيع فعل شيء سوي ان امنع دموعي من ان تسيل امام الناس

نعم كنتع عاجزا ولم استطع ان اخرج ما بداخلي الا في مظاهره خرج فيها اعضاء الحزب بعد قرار انسحابنا من المهزله الانتخابيه لنصرخ كلنا باطل باطل

ولكن حتي التعبير عما بداخل الانسان اصبح ممنوعا في مصر فلقد حوصرنا من قبل الامن المركزي وهددنا باستدعاء قوات الطواريء وحوصر المقر الانتخابي للحزب لتظل عملية بيع مصر مستمره والمستفيد هو الحزب الوطني بمباركة الاجهزه الامنيه.

عمرو صلاح عضو بحزب الجبهة الديمقراطية

No comments: